كتاب جديد للدكتور نسيب حطيط: الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 – الاسباب والنتائجوثيقة مهمة في الزمن المهم

قاسم قصير
صدر قبل فترة كتاب جديد للدكتور نسيب حطيط بعنوان : الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 – الاسباب والنتائج عن دار المحجة وقد اقيم حفل توقيع واطلاق له الاسبوع الماضي في قاعة الأونيسكو بحضور شخصيات سياسية وفكرية ودينية واعلامية متنوعة .
والكتاب من 445صفخة من الحجم الكبير ويتضمن الكثير من الوثائق والمعلومات والتحليلات والدراسات المهمة.
ويعتمد الكتاب على عدة منهجيات في البحث والتوثيق فمن ناحية يعتمد على الوثائق التاريخية والكتب والدراسات السابقة ومن ناحية اخرى على التاريخ الشفوي عبر اجراء حوارات مع شخصيات واكبت تلك المرحلة اضافة الى الصحف والمجلات التي نشرت تقارير صحفية حول تلك المرحلة كذلك بالعودة الى المصادر الإسرائيلية والاجنبية .
كما يعتمد الكاتب على متابعته المباشرة لتلك المرحلة كونه كان قياديا في حركة امل وواكب تلك المرحلة عن قرب وكان له دور مباشر في الأحداث.
والكتاب يعود الى المراحل التاريخية الاولى لقيام الكيان الصهيوني واطماعه في الجنوب وهو يستند على الخرائط والوثائق.
ويتضمن الكتاب عدة فصول وفي الفصل الاول يستعرض ظروف الاجتياح والابعاد التاريخية والدينية.
وفي الفصل الثاني يتحدث عن الاجتياحات الإسرائيلية للبنان من العام 1948الى العام 1982 ومواقف كل الاطراف اللبنانية والفلسطينية وكل التطورات التي حصلت خلال اجتياح عام 1982 والتحركات الشعبية والخطط الإسرائيلية ودور العملاء وتاريخ المعتقلات.
الفصل الثالث يتحدث عن المقاومة العسكرية والاطراف التي شاركت فيها ومواقف العلماء والمرجعيات الدينية وابرز العمليات الاستشهادية واسماء الاستشهاديين ومعلومات عنهم .
الفصل الرابع عن المعارك والمواجهات وبعض العمليات الهامة والأحداث التي غيرت مجرى الامور ومنها معركة خلدة وتفجير المارينز ومقر الفرنسين ومعركة ميدون وعن دور الاخوات والنساء في المقاومة واغتيال السيد عباس الموسوي وابرز المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي والاتفاقات مع العدو الإسرائيلي.
الفصل الخامس يتحدث عن تحرير الجنوب في العام 2000بدون اتفاقية سلام او شروط والروايات المختلفة حول التحرير ونتائجه .
ويختتم الكتاب بعرض سريع للحرب الأخيرة على لبنان في العام 2024.
كما يتضمن الكتاب ملاحق ولائحة مصادر ومراجع .
الكتاب مهم اليوم كي نستعيد تلك المرحلة في العام 1982 وكيفية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفيه معلومات مهمة مع تحليلات وتقارير مع ورود بعض الاخطاء ومنها ان تاريخ اغتيال السيد عباس الموسوي تم في العام 1994 كما ورد في الصفحة 143 ولكن تم تصحيح الخطا في مكان اخر والكتاب لم يتعرض لدور تجمع العلماء المسلمين وحركة التوحيد الاسلامي والجماعة الإسلامية وقوات الفجر ودور علماء مدينة صيدا مع انه اشار الى دور الشيخ ماهر حمود والشيخ محرم العارفي بشكل محدود .
كما ان الكتاب لا يشير الى الحالة المقاومة في الجبل ويركز فقط على اعتماد الحياد من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي رغم انه برزت حالة مقاومة في الجبل تحت عناوين مختلفة.
لكن في الخلاصة الكتاب مهم جدا وفيه معلومات مهمة وخصوصا في ظل ما يحكى اليوم عن انتصار اميركي وإسرائيلي والدعوات الى التطبيع والاستسلام وتسليم السلاح .
