كلمة الحاج محمد النمل تُضيء لقاء المحبة: طرابلس المسبحة التي لا تتفكك

شهدت منطقة جبل محسن مشهدًا يعبر عن عمق التلاحم بين أبناء المدينة، حيث انعقد “لقاء المحبة”، الذي نظمته مجلة أضواء المدينة بضيافة مديرها الأستاذ يوسف الشتوي. ساد اللقاء جو من الألفة والانفتاح، جامعًا شخصيات دينية واجتماعية ووطنية من مختلف الأطياف والانتماءات، في خطوة تهدف إلى ترسيخ ثقافة العيش المشترك وتعزيز قيم الحوار والانفتاح.
حضر اللقاء كل من رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، ورئيس الشؤون الدينية في دار الفتوى الشيخ فراس بلوط، والشيخ علي سلمى ممثل المجلس الإسلامي العلوي، والأب إبراهيم دربلي من الكنيسة الأرثوذكسية، والأب سليم حجار من كنسية السريان الأرثوذكس، والشيخ محمد حيدر عضو اللجنة العلمية للشبكة المستدامة للقادة الدينيين في الشمال، والحاج محمد النمل، والأستاذ علي عيسى ممثل النائب الدكتور حيدر ناصر، بالإضافة إلى الحاج طارق المير نقيب الأفران في طرابلس ولفيف من الشخصيات الوطنية والاجتماعية.
وقد عكس الحضور المتنوع حقيقة النسيج الطرابلسي الغني، حيث التقى ممثلو الطوائف والمجتمع المدني تحت سقف واحد، في مشهد يُجسّد الوحدة في التنوع، والتلاقي رغم الاختلاف. هذا التمثيل الواسع عبّر عن رغبة صادقة لدى أبناء المدينة في تجاوز الحواجز، والانطلاق نحو شراكة وطنية جامعة، تُعيد لطرابلس وجهها المشرق.
وكانت الكلمة اللافتة في اللقاء للحاج محمد النمل، الذي شدّد على أهمية هذه المبادرات، واعتبرها مدخلًا حقيقيًا لتعزيز التماسك الاجتماعي. وقال:”في هذا اللقاء الطيب، نسأل الله أن يُبارك فيه، نلتقي تحت راية التعاون على الخير، ممتثلين لقوله تعالى:’وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.’
ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه المجالس التي يُبنى فيها الودّ، وتُعزّز فيها روابط الأخوة، وتُجدد فيها العهود على التماسك والعمل المشترك لما فيه صلاح مجتمعنا.”
وأضاف:”طرابلس، مدينتنا الحبيبة، ليست مجرد جغرافيا أو أحياء متجاورة، بل هي عائلة واحدة كبيرة. من جبل محسن إلى التبانة، ومن الميناء إلى القبة وأبي سمراء، نحن أبناء بيت واحد، يجمعنا تاريخ مشترك ومصير واحد. تنطبق علينا المقولة: ‘ربنا وصّى بسابع جار’، فكيف إذا كنا كلنا جيران، وأقرب من الجيران؟”
كما شبّه المدينة بالمسبحة، “إذا تفككت حبة منها، تداعى عقدها”، في إشارة إلى أهمية الوحدة والتكافل لحماية الأمن الاجتماعي وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وختم بالدعاء أن “يُبرم الله لأهل طرابلس أمر رشد، يُعز فيه أهل الخير، ويُخذل فيه كل من أراد بها شرًّا أو سوءًا”.
وقد أجمع الحاضرون على أن طرابلس كانت وستبقى نموذجًا حيًّا للتعددية والتسامح، وأن مثل هذه اللقاءات تساهم في ترميم الثقة، وتفتح آفاقًا جديدة للتواصل الإيجابي بين مختلف مكونات المدينة، ضمن ما وصفوه بـ”النشاط الوطني اللبناني” الذي يعيد لطرابلس دورها الريادي كمدينة تنبض بالحياة والانفتاح.
واختُتم اللقاء بتأكيد جماعي على أهمية مواصلة هذه المبادرات، لما تحمله من دلالات جامعة تعكس صورة طرابلس الحقيقية: مدينة السلام، والتعايش، والوحدة.





