غلاء المعيشة يهدد اللبنانيين… و”نخشى الأسوأ قريبًا”!
في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يعاني منها لبنان، يبقى ملف غلاء الأسعار من أبرز القضايا التي تشغل بال المواطنين.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس جمعية حماية المستهلك، الدكتور زهير برو، في حديثه لـ “ليبانون ديبايت”، أن “الاقتصاد اللبناني يعتمد على آلية السوق الحر، وهو ما يفسر تفاوت الأسعار بين المناطق والشوارع المختلفة”.
ورأى برو أن “تفاوت الأسعار أمر طبيعي في اقتصاد حر، وعلى المستهلك أن يكون حريصًا على اختيار الأفضل”، مشيرًا إلى أن “الجمعية تقوم بإصدار مؤشر دوري للأسعار كل ثلاثة أشهر بالتوازي مع دور الرقابة التي يجب أن تضطلع بها الدولة”.
وحول أسباب استمرار الغلاء، بيّن برو أن “ارتفاع الأسعار في لبنان مستمر ودون تراجع”، لافتًا إلى “تصنيف لبنان كواحدة من أغلى الدول العربية، حيث يحتل المرتبة الثالثة بعد الإمارات وقطر بحسب الإحصاءات الدولي”.
وأوضح على أن “هذا الوضع يعود إلى اعتماد لبنان شبه الكامل على الاستيراد، بالإضافة إلى غياب المنافسة بسبب احتكار الاستيراد من قبل زعامات سياسية، إضافة إلى انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتراجع الإنتاج المحلي الذي يعد شبه معدوم”.
وفي ختام حديثه، شدّد برو على أنه “من دون معالجة هذه الأسباب الجوهرية التي تتعلق بالهيكل الاقتصادي اللبناني، سيكون من الصعب جدًا السيطرة على موجة ارتفاع الأسعار المستمرة، فهذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة غير مستقرة تسمح بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل مستمر، مما يجعل السلع والخدمات خارج متناول غالبية المواطنين، ويهدد قدرتهم على تأمين حاجاتهم الأساسية، ولذلك، فإن إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل هو أمر لا بد منه لضمان استقرار الأسعار وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين”.
